کد مطلب:241029
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:131
من صدق الناس کرهوه
روی المجلسی رحمه الله من كلمات الرضا علیه السلام الحكمیة: «من صدق الناس كرهوه». [1] .
إن الصدق حق، و الحق ثقیل مر، و إن الكذب باطل و الباطل خفیف حلو كما جاء النص النبوی: «یا أباذر الحق ثقیل مر، و الباطل خفیف حلو، و رب شهوة ساعة تورث حزنا طویلا». [2] و قد قال تعالی: «لقد جئنكم بالحق و لكن أكثركم للحق كرهون»، [3] و قال عز اسمه: «و أكثرهم للحق كرهون». [4] .
و إن أصدق دلیل علی قوله علیه السلام «من صدق الناس كرهوه» الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام حیث جاءوا بالصدق بما لهذه اللفظة من معنی الی الناس فلم یتبعهم إلا القلیل منهم فی كل دور و كور لأن الناس لهم الرضا و السخط و المیولات و الأرض و من فیهن». [5] و «و لئن اتبعت أهواءهم بعد الذی جاءك من العلم إنك إذا لمن الظلمین». [6] .
دلت الآیتان الكریمتان علی أن الحق ضد الأهواء التی لو اتبعت أفسدت كل شی ء و أن الرسول ملازم للحق لاینفك عنه لعلمه بصلاح المتبع له و خلاف المخالف له و هی الأهواء و أن آله هم الصادقون الذین أمر العباد أن یكونوا معهم لقوله تعالی: «و كونوا مع الصدقین». [7] و الكتب المنزلة علیهم علیهم السلام من السماء صدق و حق ضد الكذب و الباطل و لكن الأمم من البدایة إلی النهایه لم تتبع إلا أهواءها إلا الأقل «و قلیل ما هم»، [8] و لم تمنحهم إلا إظهار الكراهة بل الجحود بما
[ صفحه 447]
جاءوا به و الصد عن السبیل و إغواء من أراد الحق بل و مقاتلته كما حكی الله كل ذلك فی الكتاب العزیز.
هذا علی بن أبی طالب علیه السلام طوال خمسة و عشرین عاما جلیس داره لم یتبع أمره و لم یترك له الحق من صدیق؛ لأن أكثر الناس كما عرفت للحق كارهون و لم یشك أحد من الأمة أنه مع الحق و الحق معه یدور حیثما دار كما روی الفریقان الحدیث النبوی: «علی مع الحق، و الحق یدور معه حیث دار، و لن یفترقا حتی یردا علی الحوض» [9] .
انظر كتاب الغدیر للمرحوم العلامة الأمینی طاب ثراه [10] .
[ صفحه 448]
[1] البحار 353:78.
[2] البحار 84:77، الأمثال النبوية 372:1 رقم 237، حرف الحاء مع القاف.
[3] الزخرف: 78.
[4] المؤمنون: 70.
[5] المؤمنون: 71.
[6] البقرة: 145.
[7] التوبة: 119.
[8] ص: 24.
[9] الغدير 176:3.
[10] ج 179 ،178 ،177/3، ج 177:7، ج 189:8، ج 287 ،48/10. و انظر إحقاق الحق 397 - 384/16.
و لايخفي أن الرضا عليه السلام كما قال المفيد كان يكثر وعظ المأمون إذا خلابه و يخوفه بالله و يقبح ما يرتكبه من خلافه عليه فكان يظهر قبول ذلك منه و يبطن كراهته... الإرشاد 315. و هذا دليل قوله عليه السلام «من صدق الناس كرهوه».